samedi 10 janvier 2015

فوضى الحواس


كيف نتموقع داخل فوضى المواقف الحديثة ؟
الحقيقة ومن باب الأمانة الأدبية هههه لستُ أعرف إلى الجواب سبيلا كل ما يغنين عن الحيرة بضع أسئلة أشاركها معكم حتى يبلوكم الله بما ابتلاني به من نقمة السؤال . 
المتدين يعرف أن دينه هو الحق ، دون أن يحتاج للبرهنة يؤسس ايمانه الخاص بناء على المشترك الذي يتشربه من بيئته. 
النصوص المقدسة حقيقية فهي لا زالت منقولة الى يومنا هذا بتفاوت بسيط في الحفظ و السلامة من التحريف. 
العنف وارد في كل عقيدة سماوية . و لم يكن أمرا منبوذا . فقد حارب طالوت لاسترداد بقية مما ترك آل موسى . و بعد اختفاء عيسى المخلّص دخل القيصر إلى دينه ليحارب اليهود و يشتتهم في الأرض . و حارب الرسول من رفضوا دينه و على رأسهم اليهود . و أهدر الرسول ص دم كعب بن زهير قبل أن يشتري دمه بقصيدة بانت سعاد. و كاد عمر يضرب عنق الأعرابي الذي بال في المسجد لولا فهم الرسول لبداوته و تقديره لفعلة الأعرابي. و شهدت بعض الفتوحات مزالق حدث فيها عنف شديد و سافر ضد الأعاجم ممن لم يتقبلو تغيير دين أسلافهم، و فتحت القسنطينية بالسيف. و نكل الأمويون بمن خالفهم بناء على أحاديث أبي هريرة ، ثم نكلوا بشيعة علي إلا ثلاثين سنة من حكم أحد الخلفاء الذين تشيعوا. و العنف مستمر إلى الحروب الصليبية. كلها حروب دينية و ما نسيتُ منها فهو الأعظم
لماذا ننفي ارتباط العنف بالإسلام؟ 
مالعنف ؟ مصطلح كما الإرهاب نال مفهوميته من التجارب الحقوقية المتراكمة . كان العنف مبررا حين مارسته الكنيسة ، و بعد ذلك صار منبوذا . و كان مبررا حين جاء مع الفتوحات إلى افريقية لكنه صار اليوم شيئا جارحا لا يجب نسبته للدين الإسلامي.
لماذا يرفض المتدينون اليوم الاعتراف بعنفهم الموروث ؟ لأنهم حقوقيون بالتقية . ربما ..
أنا لو كنتُ متدينا بحق ، سأعترف بأن ديني لا ينبذ العنف الذي تبرره مبررات دينية. فالدين نفسه لا ينكر ذلك . و تلك الروايات التي تشهدُ بأن النبي ص أهدر دماء من هجاه و من سبه ليست منسوبة إليه بل حقيقية. فأين تكمن المشكلة ؟ ما دام العنف قائما فهو شيء نبيل ههه
لو كنتُ حقوقيا بحق سوف أرفض اي عنف و بالتالي اي ايديولوجية تدعمه من الأديان السماوية ( التي أعتبرها دينا سماويا واحدا ) إلى اتفاقيات التسلح و نظريات القومية و الأممية و ما يصب فيها
المسلمون (المغاربة على الخصوص ) يثيرون معدتي بمواقفهم المهبولة حين ينددون بالعنف ، اعبدوا غاندي إذن
فرنسا تثير سخريتي حين تبكي على ضحاياها و هي نفسها جهزت محطة الصناعات النووية بمنطقة ديمونة بالصحراء الاسرائيلية. و حسب مذكرات سرية منشورة منذ 20 سنة كان لتل أبيب القدرة على انتاج أكثر من 200 راس نووية أما اليوم فلا أدري بماذا نعد الرؤوس ههه
السكيزوفرينيا ، و لله الحمد ، تكمن في نكرانك للعنف الديني و لدور المؤسسات و النصوص الدينية في تأجيجه و التحريض عليه . السكيزوفرينيا هي ادعاء أن تلك النصوص مزيفة و منسوبة و مدسوسة و اسرائيليات و الزمر الهندي ...
السكيزوفرينيا هي أن تكون ديمقراطيا من اسفل هندامك و معطفك داعشي .
الفصام الحقيقي هي أن يحزن المسلمون لموت فرنسيين و لا يحزنوا لموت من يشاركونهم الأرض و اللسان. السكيزوفرينيا هي أن نتضامن بشكل مشروط . ليكن القاتل صابئا أو مجوسيا أو ماسونيا أو لا شيئيا .. سنقول حينها أن حضارة الأنوار انقلبت على الساحر الأوروبي الوسيم . و بدل أن تخرج الأرانب من قبعته انفجرت رصاصا في وجهه
السكيزوفرينيا هي أن يتغير موقف المغاربة فجأة بقدرة قادر من المسألة المصرية فقط لأن الإعلام الرسمي الذي لا نثق فيه عادة أدرج تقريارا يصف السيسي بالانقلاب على مرسي... و في الأصل ماذا يعنينا في فرنسا أو مصر أو سوريا ؟ 
وانتوما مال مكم أصلا ؟؟؟ الوطن هو المشترك الوحيد بيننا لا تجعلوا غرائزكم و أمراضكم الذهنية عائقا أمام تعايشنا في الداخل. و اتركوا بونابرت يلمع حذاءه كما يشاء بشرط أن يترك غسيلنا الوسخ بعيدا عن رمحه .