samedi 30 novembre 2013

اسمان

الآن 
يا ليت لي اسمين
اسم على ظهر البطاقة مغلق
في صورة معجونة بملامحي
واسم لغيرك لا يكون
يرتاح فيه الحب حين يزور بيتك في المساء
لا يلتقي الشخصان
لا يلتقي الاسمان الا  
في لقاء عابر بين الفصول على ضفاف العمر
تحت الوردة الصماء
لا خبر يفوح من المكان الآهل
لا يلتقي اسمي باسم مشاعري
حتى نكون انا و انت
و ان نكن في لحظة البعد الشديد
نكن معا
قلبين
مثل النجمتين
على ضفاف الأطلسي الهادر .

لا ليس عدلا أن يكون اسمي فريدا
في قواميس اللغات
و لايكون لحبنا اسم عميق
في الحضور و في الغياب الساحر
يا ليت لي اسمين
اسم للورى
واسم لحين أضمك
ما بين صمت وانشغال
في لحظة مما سيأتي
من بعد أمس حاضر .

لا ليس عدلا أن يسمى حبنا
مثل الذين تناحروا عن آخر
لا ليس عدلا أن يصير هواؤنا نفس الهواء المغبر
و الليل ذات الليل ما دمنا نصب الشوق في كوب الظلام الغائر
العدل أن ينمو على قبر الأسامي اسمنا
اسم جديد
لم يكن من قبلنا
اسم لنا
لا شيء أثمن من غرام حائر
يا ليت اسمين
احيا فيهما حتى يموت اسمي
ويحيا اسمنا
في كل طيف راحل
في كل قبر مزهر .

هشام الخضير
ازرو
2013-11-30

بطاقة 1


mercredi 20 novembre 2013

اشتقت

اشتقتُ
ضيعني الحنين
وحاصرتني الأرصفه ،
ورسائلي العذراءُ ماتت
في زحام الأظرفه .
و الآن
أنت الآن طيفٌ
زار بيتي و اختفى .

اسأل جروحك و اختبرها
كم بكت من بُعدنا
و ستائر الليل الطويلة
يقظات حولنا
استفسر الساعات عنا .. سلْ
نوافذ بيتنا .

لا شيء يشهد عن حنيني غير أني مؤمنٌ
بالشوق برهانا عظيما
هل تكَذبُ مؤمنا ؟

اشتقت عذبني انتظارك
وابتعادي
و الجوى .
اسأل خبيرا يا حبيبي
عن تباريح الهوى
تعلم بأني منهكٌ
قد حار قلبي و انكوى.

لا ليس ذنبك
ليس ذنبي
ليس ذنبا أن نغيبْ
لكنني روح تحبك
ساءها بعد الحبيب .
عذبتني وحدتي
حتى كأني في اغترابْ
لا ليس ذنبكَ
ليس ذنبي
هذا من فعل الغيابْ .

اشتقت قل لي
هل أبالغ إن عشقتك مسرفا ..؟
الحب عندي هكذا
دوما يكون مكلِّفا .
والشوق ضيعني
وقلبي
ليس يحتمل الجفا.
أنت انتظاري
أنت صبري
فاقترب مني لأني
في ابتعادك ابتعادي
ذاق قلبي من عذابك
واكتفى ،
واشتقت
ضاع الصبر مني
و احتوتني الأرصفة .

تارودانت
نونبر 2013





خيول السفر


lundi 11 novembre 2013

مدونة هشام الخضير: ماذ اكتب في يوم عيد ميلاي

مدونة هشام الخضير: ماذ اكتب في يوم عيد ميلاي: ماذ اكتب في يوم عيد ميلاي ساعة الرمل القديمة ، و سرعة سيارات الفورميلا وان ، هكذا العمر متذبذب المزاج ، يسرع بنا يتباطأ فينا  ، يجرحن...

الرمادي لون الحب

عندما نحب
لا يتغير شيء في الكون ، المطر لا يتسلق من الأرض الى السماء ، و لا الثلوج تغير لونها الأبيض ، و السماء لا تظلم عند الظهيرة ، والشمس لن تبرد حين نحب ، حتى الأطفال يكبرون كالعادة ، و لا شيء يتوقف ...... الزمان يسير كعادته مترنحا راقصا لا بسرعة و لا ببطء لكن يسير كيفما ارتضى .
لا شيء في الكون يتأثر بنا عندما محب ، الظلال هي الظلال ، و المساء هو المساء ، والحمى تبقى حمى حتى عندما نحب . الأصدقاء لا يختفون ، و البنايات القبيحة ذاتها لا تريد الانهيار ، المسافات لا تطول و لا تقصر ، المسافات لا تتغير .
كل شيء في الكون وفي لنفسه و لنظام وجوده ، كل الكائنات تلتزم بنوعها الإحيائي ، الأسود تزأر ، و الفيلة لا تشتري رشاش ماء للإستحمام ، القنافذ لا تصير ملساء ....
كل شيء كما هو ، كل ما في الكون ثابت على مذهبه ، لا شيء يتغير ، إلا نحن . نحن و من نحب نتغير كثيرا . و لهذا فقط نعاني كثيرا لأننا تغيرنا لوحدنا .

dimanche 10 novembre 2013

ماذ اكتب في يوم عيد ميلاي

ماذ اكتب في يوم عيد ميلاي
ساعة الرمل القديمة ، و سرعة سيارات الفورميلا وان ، هكذا العمر متذبذب المزاج ، يسرع بنا يتباطأ فينا  ، يجرحنا يعالجنا ، كموج الأطلسي هادئ و غدار .
لست من النوع المتباكي على الماضي ، أحب حاضري كثيرا ، و أحلم بالمستقبل ، و اقول ان هو الا نعيم مؤجل ، الماضي مخزن للكتابة اسعير منه أدواتي ،  ألمعها و أرجعها الى علبة الأدوات ، مثلما يفعل عباس بسيفه ، مهووس بتلميعه ، مستعد دائما لمعركة مع الغريب ، لا يدخل حربا أبدا ، كل ما يعرفه عن الحرب هو مراحل الاستعداد . كأن تدريباته المميتة و القاسية لم يكن لها إلا سبب وحيد هو تجنب القتال .
المحارب ، هو البروفايل المناسب لي في هذه الحياة ، لكن على طريقة "دون كيشوط " ، بخلود " أخيل ". و بعصمة الفقراء الى الله . ليس شيئا سيئا أن يكون بروفايلك أكبر حجما من حقيقتك ، لأنه من صنعك ، و طالما صنع الإنسان أشياء تكبره بكثير . لكنها تبقى طوع يديه .
اليوم على ضوء ما تجدد في حياتي ، و ما تبدد في الظلام ، ارى الأمور بنظرة أخرى ، تشغلني حرية التعبير بالقدر الذي لا يهمني تخليق الحياة العامة . يشغلني الفرح بما لدي و لا أبالي بالحزن على ما ضاع . أحب التطفل كثيرا دون الاهتمام بآراء الناس . أدين بالوفاء لكل من يسمح لي بالدخول إلى عالمه الخاص . اصبح لي عالم من ركام الآخرين ، احب ترتيب تفاصيل الآخرين بمتعة كبيرة و باهتمام مبالغ فيه.
أستغرب لحال المغاربة أما العرب فهم لا يعنون لي شيئا ، القضية الفلسطينية لا تعدو أن تكون لدي مصدرا للتشتت الذهني ، بينما قضية الصحراء هم لا يفارقني .
أتابع بغضب سلوك الحكومة الغريبة التي لا تجيب على سؤال إلا لكي تطرح جيشا من الأسئلة المبتذلة . أكره كثيرا الاستماع الى محاورات رئيس الحكومة لأنني أتفاجأ بكوني أعرف جيدا ماذا سيقول قبل مشاهدة الفيديو، إنه رجل سهل أن تتوقع أفعاله و قراراته ، إنه لا يمثلني إطلاقا ، لا يدرك ماذا يريد الناس الذسن ينتمون الى جيلي ، و لا الأجيال التي لحقت بنا . إنه يحكم حكومة معاصرة لكنه لم يفهم بعد أن المحكومين من جيل الأيباد و الأيفون و التكنولوجيا المتطورة .
عيد ميلاد بدون سهر بدون شرب ، بدون استرجاع كبير ، بل بدون شموع .
عيد ميلاد سريع جدا مليء بحب الناس لي ، ربما ليس لأفكاري لكن حب صادق لي
عيد ميلاد وافق زواج أحد أعز الأصدقاء، عرس بنكهة اللقاء الأول .
عيد ميلاد بطعم السياسة المريضة لحكام الدول المجاورة ، عيد ميلاد على أنغام نعيمة سميح و مأثورته الرائعة :
جاري يا جاري يالي دارك حدا داري ،
خلينا نمشيو فالطريق رفاقة وصحاب  
العشرة والدين و النسب ، و نوليو دراري
شفاية لعدا وكنا صحاب وحباب
بقلم هشام الخضير
9. 11. 2013 

jeudi 7 novembre 2013

مدونة هشام الخضير: حقيقة البرمجة اللغوية العصبية

مدونة هشام الخضير: حقيقة البرمجة اللغوية العصبية: منذ منتصف القرن السابق تطورت شتى فروع علم النفس تطورا سريعا ، و اكتشف الباحثون حقول بحثية أخرى ترتبط بالشق العلائقي من علم النفس...

حقيقة البرمجة اللغوية العصبية





منذ منتصف القرن السابق تطورت شتى فروع علم النفس تطورا سريعا ، و اكتشف الباحثون حقول بحثية أخرى ترتبط بالشق العلائقي من علم النفس أو ما يصطلح علم النفس الاجتماعي ، و في سرعة مثيرة صارت ملاحظات ومذكرات بعض الطلبة و الباحثين في علم النفس و في اللسانيات كذلك بوابة لما يسمى اليوم علوم النجاح .


بداية من العشرين سنة الأخيرة استقل أحد فروع البحث النفسي ليؤسس لنفسه مكانة خاصة كعلم مستوف لشروط المباحث العلمية ألا وهو علم البرمجة اللغوية العصبية هذا المجال الذي ترعرع خصوصا بعد سنة 1973 تبعا لأول دراسة اجريت بشكل مستقل حول NLP أو برمجة الأعصاب لغويا . وهي دراسات بدأ بها خبير في برامج الحاسوب يسمى ريتشارد باندلر برفقة صديقه الذي كان حينذاك باحثا في اللغويات و شديد التأثر بمدرسة العالم الأمريكي نعوم تشومسكي في اللسانيات . ثم قاما الباحثان بتلقيح أبحاثهما بخلاصة التجارب العلاجية بالتنويم الإيحائي و المغناطيسي لأحد العلماء النفسيين ألأمريكيين المشهورين و كذا بما أثمرته دراسات سوسيونفسية أخرى خصوصا علم نفس التربية . و يعتبر مفهوم النمذجة وهو محاكاة نموذج الناجحين أهم مبدإ في بداية هذا العلم الفريد من نوعه .


و اليوم بعد مرور سنوات عديدة على اكتشاف هذا العلم ، وظهور حقول أخرى شديدة التفرع و التفصيل ، وبعد اكتساح هذا الحقل التجريبي الجديد للعالم العربي ، أصبح من المفروض الحديث عنه و تبويب فروعه باللغة العربية و كانت أولى المراجع العربية للبرمجة اللغوية العصبية هي منشورات دورية للدكتور ابراهيم الفقي هذا المدرب الذي تشكل حياته الخاصة أهم تجربة نجاح يمكن الاستشهاد بها كمادة خام لتطبيق النمذجة . بعد ذلك انتشر المدربون و المكونون و الكوتشات عبر دول العالم العربي . وفي المغرب أذكر أن أشهر شيء حول البرمجة كان متداولا منذ أكثر من عشر سنوات كان شريطا للمدرب المغربي مصطفى أبو سعد و هو الآن خبير في الوالدية الإيجابية على عدة قنوات تلفزية عربية . 


اليوم بمدينة اكادير فقط لا نبالغ ان قلنا انه يوجد اكثر من 200 مدرب و مدرب مساعد في البرمجة اللغوية العصبية و عشرات المدربين الذين يتوفرون على شواهد ذات الصفة : مدرب دولي . أمر جيد جدا و يثير الانتباه الى درجة الغرابة . 


لقد أثبتت البرمجة اللغوية العصبية كمادة تدريب أن لها القدرة على استقطاب فئات عمرية متنوعة عبر العالم بأعداد كبيرة جدا ، الشيء الذي يجعل منها الثقافة الأكثر استهلاكا اليوم لدى الشباب المتعلم ، بعد ثقافة التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو . ومن أجل ذلك لا بد من توضيح بعض المزالق التي وقع فيها هذا المبحث العلمي الشاب : 


أولا ، لابد من التذكير بأنه ليس علما بل لا زال مجموعة من الأبحاث التجريبية بل هي بالضبط طرق و اساليب تعليمية غير مثبتة علميا و إلا لكانت مصالح التربية و التعليم في كل الدول صادقت عليها كطرائق تعليمية حديثة و مجربة و فعالة . و لهذا لابد أن ينتبه الإنسان إلى أن كل ما هو جديد مثير و مغر الى درجة تعطيل الحس النقدي لدى الإنسان . 


ثانيا ، هناك هوة واسعة بين ظهور هذه الأبحاث في أمريكا الشمالية و بين الطريقة التي استقدمت بها الى الدول العربية مثلا ، في موطن ظهورها اتخذت البرمجة اللغوية العصبية صفة بحثية قابلة للتجدد و التغيير و لم تتبنى أي جامعة مرموقة هذا المبحث كمادة علمية للتدريس الا ماكان من بعض الجامعات حيث فتحت أبواب دراسات الدكتوراه حول هذا الموضوع وووفرت للباحثين في هذا المجال الحيز الزمني و المراجع الضرورية لذلك ، مما جعل روبرت ديلتز يؤسس ما يسمى بجامعة البرمجة اللغوية العصبية بكاليفورنيا في الثمانينيات من القرن الماضي . وهذا ليس كافيا لإثبات قوة المراجع العلمية و النظريات المؤسسة لهذا "العلم " حيث أن تلك النظريات ذاتها لا زالت موضع التجريب فلا يجوز تأسيس علم على معطيات غير متفق حولها .بينما اتخذ ظهور البرمجة اللغوية في مصر و المغرب مثلا شكلا آخر ،ولنقل آخر ما وصلت إليه علوم النجاح في أمريكا ، و هو ما يطلق عليه اليوم : الدورات التدريبية . لأن صفة العالم بعيدة المنال في هذا المجال ، صارت صفة المدرب أقل مخاطرة و في علم المصطلح الفرق كبير جدا . لذا نجد هذه الدورات التدريبية تتخذ طابعا تجاريا غير ضريبي حيث يقدم المدربون دوراتهم داخل تعاونيات أو جمعيات محلية أو وطنية على أساس الأجرة و ليس التطوع ، لأنهم ليسوا منخرطين في الهيئات المستفيدة و بالتالي لا يشملهم القانون الأساسي للجمعيات و الذي يمنع على كل منخرط أن يتقاضى أجرة أنشطته داخل الجمعية بينما يحق للجمعية جلب أجراء لتنفيذ مهام أخرى لا يمكن للجمعية تنفيذها ، اذا هي تجارة مربحة في العالم العربي و مبحث علمي لم ينل ميزة العلم بعد .


ثالثا ، ان الاستفادة الكبيرة التي يمكن تحصيلها من الملاحظتين الأولى و الثانية هي أن أهم ما جاءت به أبحاث البرمجة اللغوية العصبية هي مهارات تسويق الذات .ففي البداية تكون الدورات التدريبية على شكل عروض عامة و مجانية تحتوي على مقمة عن الدماغ البشري بمعطيات قابلة للتجاوز في أية لحظة و غير متفق عليها ، ثم تبدأ المراحل التي لا يمكن استكمالها الا بمقابل مادي للحصول على شهادة تثبت اجتيازنا لتلك الدورة التدريبة و هو ما يفسر ما يقوم به غالبية المدربين في هذا المجال ، فنحن باتباعنا لمدرب بارع نبقى مرتبطين به كثيرا ، ونواظب على دوراته التكوينية كثيرا، وندفع مبالغ طائلة لنحس بأننا في تلك اللحظة فقط أحسن مما نحن عليه في الحقيقة ، و في المقابل يجني المدرب أموالا طائلة جدا و يستمتع كثيرا لأنه لم يستثمر المال الكثير من أجل ربح مماثل .


في النهاية ، إن أعظم اكتشاف حققه الإنسان هو اكتشاف المنتوج التجاري الأقوى في كل الأسواق ألا وهو الشخصية الكاريزماتيكية و الجذابة و القوية و التي تعتبر رأسمال طبيعي لا نصرف عليه الكثير ليصبح منتوجا جيدا قابلا للتسويق . الإنسان فعلا ظاهرة كونية عظيمة . 


بقلم هشام الخضير

كلمات ........ ليست كالكلمات .

هشام الخضير 15 اكتوبر 2013
عندما يتحول التعبير و الرأي و الخوض في السياسة و العمل في الصحافة و التفكير و التحليل السياسي و الشعر السياسي الى جنحة ، لا مجال للحالم كي يحلم .
اولا علي لمرابط ، رشيد نيني ، و اليوم علي انوزلا ، و غدا شخص ما ، بعد غد ... لا احد . في البدء كانت الكلمة ، واليوم لا زالت هي فقط تقتل و تحيي . البشر عبر التاريخ يجرمون الكلمة فقط و دائما إذا اختلف المنطوق مع المنتظر . و هكذا ولدت المعارضة . قابيل حسب العهد القديم بطل نوعا ما ، لأنه اختلف في الرأي لكنه مجرم لأنه قتل . و النفس بالنفس . الكلمة بالكلمة هكذا نقيس على القصاص .
لكن القرآن ذكر قابيل بما ارتكبه من نزع الحياة وقتله لأخيه و لم يخض في الأسباب الأخرى . الفعل الجرمي ظاهر و منبوذ في كل زمان و ليس فقط في الصحف و التعاليم الدينية . لكن إثبات عنف الكلمة يحتاج الى أكثر من ذلك . و السلطة التقديرية للقضاء غالبا تجانب الصواب لأنها رغم الانطلاق من النص القانوني التفصيلي ، هذا ان وجد ، تخضع لتأويل سريع و موجه و بالأساس تخضع لذاتية الشخص الذي يتولى مهمة التأويل .
اثبات عنف الكلمة و قياسها على الجرم المشهود ليس صحيحا بالمرة ، لا شكلا و لا مضمونا . النظام التواصلي الوحيد الذي يعتبر الفكرة و الكلمة كالفعل هو التواصل مع الله ان كانت نية سعي في الخير ، و ان كانت في غير خير فهي دون حكم حتى يثبت الفعل و يجازى من سعى في الخير عشر مرات عن نفس الشيء ، بينما يحسب سيئة لكل عمل سيء . ما أعدل الخالق و ما أظلم العباد .
الكلمة في ايامنا لا تغير شيئا ، كأن تسمع وعودا من مسؤول كبير ، هذا لا يعني شيئا حتى يقع الأمر ، و إن وقع فإنما على رأس المواطن . كأن نسمع وعدا بالإصلاح الشامل و يقع على رؤوسنا زيادة في الأسعار مثلا .
لكن الكلمة ذاتها إذا انطلقت صعودا من المواطن الى أعلى ، فهي كفيلة بقلب حياته أعلاها سافلها ، وليخرج بعدها من بؤس الأسر وحسرة الخذلان مخذولا مهانا بعد أن يبيع ، راضيا أو مضطرا ، روحه الثائرة ، ويحاول أن يقنع المتتبعين و المتعاطفين بأن أداءه كان جيدا أمام السلطات و أنه لم يخضع و خرج منتصرا ليواصل على نفس الخط النضالي ضد الفساد .
في بلد يحلم بالنمو ، على أبواب أوربا و الخليج العربي ، ما أكثر ضحايا الرأي و ما أكثر الجبناء ، و قلة قليلة من المتتبعين الأوفياء لنفس الخط التحريري يغيرون الجرائد و الأعمدة عن كثب غير مستسلمين لواقع اختفاء جرائدهم و كتابهم المفضلين من مجالهم البصري الحي .
لا أحد يفكر مثلما يفكر القارئ في صمته و جبنه و كثرة تأويلاته ، القارئ يمتلئ فكرا و حرية و أمنا و تسامحا حين يقرأ الرأي الحر المنفك عن كل أدوات القمع ، القارئ جبان لنه لا يجرؤ أن يكتب اشياء فكر فيها قبل من كتبها و حملها اليه على جريدة . القارئ يفضل أن يمسكه الكاتب من تحت ساعده و يراقصه على نغمات زوربا السريعة ، في حمى لا متناهية ، ويرسله الى مقعده هادئا على نغمات ماجدة الرومي و اغنية كلمات ...ليست كالكلمات .....