samedi 28 décembre 2013

أزفتْ

أزفتْ
وراح الليل يقطع سيره
نحو الظلال البارده
فالليل يعرف أنها
تهوى الأمور البارده
و الليل يعرفني وقدْ
ضلتْ بليلي دربها
فعشقتها
وعشقتها
و عشقتُ ليل الشارده

أزفتْ
لعل هبوب هذي الريح
توقظ خدها
و لعلها..
تأوي إلى الغار القريب تثاقلا
تمشي و تبدي ساقها
و ذراعها
و عمودها .. و لعلها
ترتاح في الظل القريب
فتشتهي أو تشتهى
و تنام كالزمن الغريبْ
منهارة في متعةٍ
ترتاح دون تعففٍ
مشبوهة كحديث حبْ
تلقي ببطء طولها في عرضها
و الليل يلهثُ حولها
يا ليتها
و لعلها...

وأنا كما كان المكان
محاصرٌ
ومسهدٌ
و كأنني .. حلمٌ يؤلفُ ليلَها
 أو أنني مشطٌ يزين شعرها
لكنني
ذاك الزفير الدافئ المبثوث ما بيني
و بين لحافها
أزفتْ
و طار إزارها
فتأزرتني و اختفت قبل الوصولْ

أزفتْ
لعل الريح تمنع قربها من قريتي
و لعلها
و لعلها يحلو لها أن ترتدي ثوب الحدادْ
بلغ الحدادُ بقلبها باب النفاذْ..
و الصبرُ حطم صدرها،
بالالتذاذ،
فتلُفُّ قلبي حولها
و تقولُ : « هيتَ لزائرٍ
متطفلٍ بين الرؤى
متلألئ وسط السوادْ .. »
و تقول : « هيت لمنْ.. لهُ
الآن قدْ رُفع الحدادْ »
....
و كأنني منيت نفسي أن تعودَ
إلى المهاجع نارها
و تعود من صمت السحابِ
إلى تغاريد المطرْ
و كانني ، منيتُ نفسي مرةً
أن تلغي آفاق السفرْ
يا ليتها
فعلتْ .. و يا ليت السفرْ
قدْ أعدمتهُ ظلالها
و لعلها
أزفتْ
و لكن خانها ضوء القمرْ ..

31 . 03 . 2011
أكلز


lundi 23 décembre 2013

اعتراف

تقول : أحبك
و تسرق ضوء عيوني بصوتكْ
و توقفُ نبضي
لينبض قلبكْ
 تقول بأن عيوني خضرٌ
و لا لون في ناظريَّ أراه
عيونك أحلى
عيون ترى اللونَ في كل شيءٍ
و تبصر كل جمال الحياه
تقول بأن كلامي شعرٌ
و صمتك أحلى
فمن عمق صمتك يبعث شعري
و هذا الكلام .


تعاهدني ، إن أتيت إليك
تكون ... لحافي و ظل السماءْ
وكمْ سافرت أمنياتي إليكَ
و عذبني الشوق بين يديكَ
و كنت مسائي للحظهْ
لوقتٍ سريعٍ
مضى كالغمامْ

تقول بأن الحياة بدوني سرابٌ
و أنت السراب الذي يرتوي من دمائي
و أنت الرمال التي زحفت فوق مائي
و أنت الهوى و أنت هوائي و أنت الغرام ْ.
تحدثني
تقول عيونك أنك.. أني ..
عيونك تحكي و تخجل مني
فلست لأراها
و لا ألمح الحب فيها .. و لكنْ
رأتني
و كم ساءلتني
و تسألني يا عيوني
وجمرا غفا وسط قلبي و أدمى جفوني ...
...
تواعدني
حين أرجو اللقاءْ
و تسبقني دائما كالهواءْ
و ترحل بعد اوان الرحيل
فبعد الرحيل
أشاهد ظلك بعد الرحيل

لقيتك ظهرا
و في جذوة اليوم كم أيقظتنا يداك
و كم حاصرتنا العيون
وكم طاردتنا الشباكْ
و كان اللقاء سريعا
وذاب الهوى في الهواءْ
لقيتك ظهرا ، و فجرا و عصرا
و لكن قلبي يحب المساءْ

و كان اللقاء ْ
يدي في يديك تعطرها
و ماء السماء
يبلل شعرك
يا ويل شعرك ، قد بعثرته الشتاءْ..

و تسألني يا عيوني
وضوءا غفا في رماد عيوني
وأنت معي كل وقت و حين
وتسألني هل أحبك؟ حقا
و إني أصلي لكي لا تغادرْ
و أرسم اسمك في بوصلات الغيابِ
و قمح البيادرْ
وحين تفارقني أتراكمُ فوق تلال همومي
و أزحف بين المعابرْ
و تسألني هل أحبكَ؟؟ صدقا؟؟؟
و هل أتنفس عطرك حقا؟؟
و هل يرتوي عطشي منك حقا؟؟
ومر النهارْ
ولا زلتَ هل أحبك ؟؟
و هل لي اختيارْ،
و اي اختيارٍ بحبكَ ؟؟
هل لي قرارْ؟؟
وهل يستطيع فراقك قلب ،
وهل يستطيع أسير هواك الفرارْ؟؟؟؟
وإن فرَّ ، فماذا يفيد الفرارُ فؤادا أحبكْ
أتسألني و الجواب لديك؟
و برهان حبي طوع يديك ؟؟
إليك بدمع حروفي اعترافا
أقول : أحبكْ
و أوقف نبضي لينبض قلبكْ
أحبك ملء الربى و البحارْ
أحبك في الليل ضعف النهارْ
أحبك يوم تكون سعيدا ويوم يكون مزاجك نارْ
أحبكْ ، أحبك ، أحبك
أحبك أكثر حين تغارْ
فهل ترتوي الآن من كثر حبي
و من نار هذا الهوى ، وهذا السعارْ
أحبك أغلق عيوني برفقٍ
و لا تمسح الدمع حين تغادرْ
لأني أرى الدمع رمز انتصارْ

6 / 02 / 2009

dimanche 22 décembre 2013

نهاية العالم و اشكالية الخلاص

       الحديث عن نهاية العالم و اخر الزمان موضوع متجدد . و لا يدخر أي تيار مجهوداته لتأكيد النهاية الفريبة ، فالتيار المؤيد لنظرية المؤامرة يقول أن هناك مخططات كبيرة لمواجهة كوارث آخر الزمان . كما يؤكد بعض المسلمين أنه لا بد من تقهقر حضاري كبير ، قلن نقوم الساعة حسب هؤلاء إلا يالسيف و الرمح و الأسلحة القديمة، و الجيوش البدائية .
يفضل الكثير من المحللين و رواد المقاهي الشعبية أن يربطوا بين الأعاصير السياسية و إعصار كاترينا .



1 - الحديث عن نهاية العالم و آخر الزمان ، حديث متجدد ، فأحيانا يتخذ شكل المقالات الموغلة في تعداد علامات الساعة ، و أحيانا على شكل فيديوهات على اليوتيوب تحلل المؤامرة الغربية و تربط الماسونية العالمية بالتطور التقني و العلمي .. ثم تؤول كلاما لابن خلدون بما يناسب فكرة النهاية الحتمية .
فمن قائل أن هناك مخططات لبنايات مقاومة لزلازل و كوارث آخر الزمان من صنع الغرب طبعا ، كالباحث النورفيجي الذي تحدث عن بنايات تحت الأرض مقاومة للزلزال و الطوفان و ما إلى ذلك من أشكال غضب الطبيعة . الغريب أن يجد هذا الطرح حاضنا دينيا كالإسلام ، فقد شارك بعض العلماء المسلمين و الفقهاء المعروفين في بناء التصور الكامل لعقيدة الفناء باستعمال آخر المقولات العلمية و التأويلات المصاحبة لها .
وحسب هؤلاء ، و دون موافقة ابن خلدون ، لا تقوم الساعة حتى يحصل التدهور الحضاري التام ، كما يصورون حروب آخر الزمان بشكل هوميري ( نسبة إلى هوميروس ) فهي حروب مبيدة لكن بأسلحة القرون البائدة ، كالسيف و الرمح و الحجارة والمقلاع و المنجنيق و هلم جرا .. لذا لا بد من اندحار الحضارة و اختفاء ما وصلت اليه البشرية من تطور في التكنولوجيا و العلوم و التسلح ، و تقوم الحرب العالمية الأخيرة على رؤوس السيوف و الحراب و بواسطة الجيوش البدائية .
2 – يفضل الكثير من المحللين الجيوسياسيين ، و معهم الكثير من رواد المقاهي الشعبية و قراء الجرائد أن يربطوا بين الأعاصير السياسية و إعصار كاترينا ، فالتغييرات و القلاقل و الحروب السياسية التي لا زالت تجتاح الشريط العربي منذ سنة 2011  مشهد صريح عنوانه بداية النهاية . بينما يؤول ذوو المرجعية الدينية الأشياء بدقة أكثر ، فما هي إلا نهاية الملك الجبري ، أو الملك العاض و ما هي إلا علامات اقتراب الخلافة على منهاج النبوة هكذا يقرأ بعض الإسلاميين أوضاعهم المزرية على ضوء حديث الخلافة المشهور . و لا زالت فضيحة النبوءة الكاذبة التي جعلت من سنة 2012 موعدا لنهاية الزمان ، تجوب أنحاء العالم دون أن يتحدث أحد عن خيبة المتنبئين الذين حصل بينهم إجماع غريب لأول مرة في التاريخ حول شيء لم يحدث مطلقا . فقد تنبأت الحضارات القديمة بذلك كما فعلت بعض الجماعات الدينية المعاصرة بل حتى الثقات من الفقهاء و الواعظين و علماء الغرب ، البعض منهم أكد هذه النبوءة التي لا اثر لها و لا نراها تتحقق حتى اليوم .
3 – الإشكالية الكبرى التي طرحت بقوة خلال رحلة الهذيان الطويلة حول زمان الفتن و قيام الساعة ، هي فكرة الخلاص و هي مسألة إيمانية أصلا و لا يحتكرها دين معين ، بل تطرح نفسها داخل المنظومات الدينية السماوية المتنوعة مذاهبها في كل بقاع الأرض لكن تختلف حدتها و معقوليتها لأسباب جغرافية لا غير .فالمؤمنون في الإسلام و اليهودية يعتبرون أعمالهم في الدنيا بوابة لخلاصهم الفردي يوم الحساب ، بينما تشذ عقائد المسيحيين عن القاعدة إذ بالنسبة لهم المسيح المخلص هو من جاء ليخلص المؤمنين و دفع ثمن خطيئة البشرية بداية من تفاحة آدم إلى سوء أدب بني اسرائيل مع الله ، دفع الثمن من جسده و حياته فعذب و صلب حتى مات . اما العقلانيون فالإيمان بالله و اختيارات الخلاص لا تتعدى كونها الاحتمال الأكثر أمانا في مربع باسكال . في النهاية الخلاص لا يمكن أن يكون إلا فرديا و هذا ليس استنتاجا مما سبق بل هو احتكام إلى ما نريد و ما ننتمي إليه .
4 – ولتكن النهاية قريبة جدا ، و ليكن أمامنا بضع سنوات أخيرة قبل الإغماضة الأخيرة ، فماذا كنا لنفعل ؟ قد نتسارع لملء الصفوف في المساجد ، و نكثر من فعل الخير و الإحسان ، أو نختار المغادرة بطريقة ملحمية كالاستشهاد في غزة ، و ربما ننزوي في ركن صوفي هادئ و نجلد النفس الأمارة بالسوء في طقوس مزوخية من الحرمان و التوحد . لكن هل تكفي بضع سنين لمحو ظلم البشر و سوء تأثيرهم على الكون ؟ نحن نؤمن بالأمة الناجية و المسلمون يعتقدون في شفاعة النبي ، أمتي .. أمتي و طمأنه الله على أمته بعد أن أكد للنبي ابراهيم أن : « لا ينال عهدي الظالمين » . لقد دمر الإنسان كوكبا جميلا منذ حطته خطيئته الأولى لأول مرة على الأرض ، و تعوَّد على الاستمتاع بظلال النعم و هذا ما وجده على الدنيا و استروى منه و لما يرتوي . و حلل هيجل خضوع الناس لأقواهم حين فكك جدل السيد و العبد . و بعدنا عن الطبيعة البشرية حين تورطنا في تطوير ما لا يشبهنا حتى يشبهنا ، و حين لم ننجح تخلينا عما نكون لنصبح ما كنا نحاول صنعه .
5 – نهاية العالم ظاهرة تستند إلى الفلك ، قد تكون الكرة الأرضية غيرت موقعها منذ زمن غابر ، بسبب مرور مذنب ضخم قربها ، و هذا ما سمح للناس أن يولدوا و يعيشوا عليها ، و بعد عودة هذا الجرم الفضائي الضخم من جديد سوف نرى تغير وجه الأرض من جديد ، و ربما ننتقل لنعيش مع سكان الأرض المجوفة ، و لا ندري متى يحط اول صحن فضائي لينقذنا من الزوال و المحو ، كلها اقتباسات من عدة مراجع مكتوبة و شفوية تختلف من حيث الجدة و الثبوت و الصدقية و تتفق في شأن وحيد هو سهولة التلاعب بما يعتقد فيه الناس ، لا شيء ثابت عن نهاية العالم ، كل النظريات الفلسفية افلست ، و كل الأبحاث العلمية لا تزال تبحث عن دليل دون أن تجد شيئا لا يقبل الاختلاف ، و كل المذاهب و الأديان تروج لما تريده و ترضاه دون أن يحرزوا تقدما ملموسا ، إنه استقرار الإنسان على الأرض ، استقرار زاد من حضورنا على كوكب مسالم ، و دمر معالم الجمال التي كانت موجودة قبلنا ، فعشقنا الجمال و الجسد الجميل ، و أحببنا الأرض ، و أحببنا السلطة التي تنتج عن التعلق بالأرض و سكانها ، و أحب بعضنا أن يخلد على حساب البعض . إنه الاستقرار الذي يولد الوهم .
هشام الخضير

mardi 3 décembre 2013

samedi 30 novembre 2013

اسمان

الآن 
يا ليت لي اسمين
اسم على ظهر البطاقة مغلق
في صورة معجونة بملامحي
واسم لغيرك لا يكون
يرتاح فيه الحب حين يزور بيتك في المساء
لا يلتقي الشخصان
لا يلتقي الاسمان الا  
في لقاء عابر بين الفصول على ضفاف العمر
تحت الوردة الصماء
لا خبر يفوح من المكان الآهل
لا يلتقي اسمي باسم مشاعري
حتى نكون انا و انت
و ان نكن في لحظة البعد الشديد
نكن معا
قلبين
مثل النجمتين
على ضفاف الأطلسي الهادر .

لا ليس عدلا أن يكون اسمي فريدا
في قواميس اللغات
و لايكون لحبنا اسم عميق
في الحضور و في الغياب الساحر
يا ليت لي اسمين
اسم للورى
واسم لحين أضمك
ما بين صمت وانشغال
في لحظة مما سيأتي
من بعد أمس حاضر .

لا ليس عدلا أن يسمى حبنا
مثل الذين تناحروا عن آخر
لا ليس عدلا أن يصير هواؤنا نفس الهواء المغبر
و الليل ذات الليل ما دمنا نصب الشوق في كوب الظلام الغائر
العدل أن ينمو على قبر الأسامي اسمنا
اسم جديد
لم يكن من قبلنا
اسم لنا
لا شيء أثمن من غرام حائر
يا ليت اسمين
احيا فيهما حتى يموت اسمي
ويحيا اسمنا
في كل طيف راحل
في كل قبر مزهر .

هشام الخضير
ازرو
2013-11-30

بطاقة 1


mercredi 20 novembre 2013

اشتقت

اشتقتُ
ضيعني الحنين
وحاصرتني الأرصفه ،
ورسائلي العذراءُ ماتت
في زحام الأظرفه .
و الآن
أنت الآن طيفٌ
زار بيتي و اختفى .

اسأل جروحك و اختبرها
كم بكت من بُعدنا
و ستائر الليل الطويلة
يقظات حولنا
استفسر الساعات عنا .. سلْ
نوافذ بيتنا .

لا شيء يشهد عن حنيني غير أني مؤمنٌ
بالشوق برهانا عظيما
هل تكَذبُ مؤمنا ؟

اشتقت عذبني انتظارك
وابتعادي
و الجوى .
اسأل خبيرا يا حبيبي
عن تباريح الهوى
تعلم بأني منهكٌ
قد حار قلبي و انكوى.

لا ليس ذنبك
ليس ذنبي
ليس ذنبا أن نغيبْ
لكنني روح تحبك
ساءها بعد الحبيب .
عذبتني وحدتي
حتى كأني في اغترابْ
لا ليس ذنبكَ
ليس ذنبي
هذا من فعل الغيابْ .

اشتقت قل لي
هل أبالغ إن عشقتك مسرفا ..؟
الحب عندي هكذا
دوما يكون مكلِّفا .
والشوق ضيعني
وقلبي
ليس يحتمل الجفا.
أنت انتظاري
أنت صبري
فاقترب مني لأني
في ابتعادك ابتعادي
ذاق قلبي من عذابك
واكتفى ،
واشتقت
ضاع الصبر مني
و احتوتني الأرصفة .

تارودانت
نونبر 2013