أزفتْ
وراح الليل يقطع سيره
نحو الظلال البارده
فالليل يعرف أنها
تهوى الأمور البارده
و الليل يعرفني وقدْ
ضلتْ بليلي دربها
فعشقتها
وعشقتها
و عشقتُ ليل الشارده
أزفتْ
لعل هبوب هذي الريح
توقظ خدها
و لعلها..
تأوي إلى الغار القريب تثاقلا
تمشي و تبدي ساقها
و ذراعها
و عمودها .. و لعلها
ترتاح في الظل القريب
فتشتهي أو تشتهى
و تنام كالزمن الغريبْ
منهارة في متعةٍ
ترتاح دون تعففٍ
مشبوهة كحديث حبْ
تلقي ببطء طولها في عرضها
و الليل يلهثُ حولها
يا ليتها
و لعلها...
وأنا كما كان المكان
محاصرٌ
ومسهدٌ
و كأنني .. حلمٌ يؤلفُ ليلَها
أو أنني مشطٌ يزين شعرها
لكنني
ذاك الزفير الدافئ المبثوث ما
بيني
و بين لحافها
أزفتْ
و طار إزارها
فتأزرتني و اختفت قبل الوصولْ
أزفتْ
لعل الريح تمنع قربها من قريتي
و لعلها
و لعلها يحلو لها أن ترتدي ثوب
الحدادْ
بلغ الحدادُ بقلبها باب النفاذْ..
و الصبرُ حطم صدرها،
بالالتذاذ،
فتلُفُّ قلبي حولها
و تقولُ : « هيتَ لزائرٍ
متطفلٍ بين الرؤى
متلألئ وسط السوادْ .. »
و تقول : « هيت لمنْ.. لهُ
الآن قدْ رُفع الحدادْ »
....
و كأنني منيت نفسي أن تعودَ
إلى المهاجع نارها
و تعود من صمت السحابِ
إلى تغاريد المطرْ
و كانني ، منيتُ نفسي مرةً
أن تلغي آفاق السفرْ
يا ليتها
فعلتْ .. و يا ليت السفرْ
قدْ أعدمتهُ ظلالها
و لعلها
أزفتْ
و لكن خانها ضوء القمرْ ..
31 . 03 . 2011
أكلز